جميل محمد علي فارسي
حطّت بي الطائرة للترانزيت في إحدى الدول الإفريقية في طريقي لروما، فصعد للطائرة شخصٌ تعرف في وجهه نضرة النعيم، ففي يده ساعة مرصعة ببلاطات من الماس، وفي أصبعه خاتم به طوبة كاملة من الياقوت النادر. ومن تحاوري معه عرفتُ أنه عضو في حزب القناع الأسود، الذي استمر في حكم تلك الدولة الإفريقية منذ تخلّصها من الاستعمار قبل أربعين عامًا. سألته عن حال البطالة المتفشية في بلاده، والتقرير الذي أذاعته البي بي سي عن احتكار الأراضي الذي أدّى لأزمة سكن قاتلة، أفقدت شبابهم أيّ أمل في المسكن. فأجابني بالإنجليزية بلهجة إيرلندا بأن حزبه «يجمع الليل بالنهار في عمل دؤوب لوضع بلاده على سلّم الحضارة للتطلّع نحو الأمل المشرق بشمس التطور التي تنقل الإنسان إلى الشهب العليا من البهجة الإنسانية، للغد المشرق بالتلاحم لتقفل باب الفساد بالضبة والمفتاح في هذا اليوم الوضاء، ولتشلهمَّ بهم أبعاع الأمل الباني في كعبور الليالي، وحنكور الأيام، ثم ختم تلك المعزوفة الساذجة الخايبة بنصيحته لشباب بلاده بأن يحمدوا الله على «نعمة الاستقرار».